مقالات

الانتقام السياسي من ابن سلمان

الكاتب/ة ناصر العربي | تاريخ النشر:2021-10-25

ربما هناك شبه إجماع لدى شرائح واسعة محلياً وعربياً ودولياً أن محمد بن سلمان فاسد وطاغية وذو إمكانيات ذهنية محدودة. اذ انه استثمر خلال السنوات الخمس الماضية في استعداء المجتمع المحلي والإقليمي، زد على ذلك فشله في خلق سياسة إيجابية للحالة السعودية. فالحرب على اليمن والأزمة الخليجية وبوادر التطبيع مع الصهاينة واغتيال الراحل جمال خاشقجي، بالاضافة الى ملفات الاعتقالات وحقوق الإنسان وغيرها التي طبعت بصمة لفشل بن سلمان في إدارة الدولة في الملفات الحاسمة. إضافة أن العامل الاقتصادي هو الأكثر أهمية في المشهد المحلي،حيث أن غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب هي الأكثر تأثيراً لدى المواطنين في تغير رأيهم حول محمد بن سلمان، إذ لم تسلم أي شريحة اجتماعية من الضرائب التي ترتفع حسب خطة مرسومة تشمل المشتريات والمبيعات وأيضا النشاط التجاري المتوسط والصغير لدى الفئات الصغرى من التجار المحليين. وأهم عامل يلعب دوراً حاسماً في تقويض بن سلمان هو زيادة أعداد العاطلين عن العمل.

عند قدومه للسلطة كان الوعد الذي أطلقه عبر حملات علاقات عامة محلية ودولية من أجل إبراز صورته كمصلح سياسي وصاحب رؤية نه محارب للفساد وأنه يعد الشباب بمستقبل باهر. لكن ظهر للعلن أنه مركز الفساد وبؤرة لسرقة المال العام وسالب لأحلام الكثير من الشرائح الاجتماعية التي تسعى للعيش الكريم.

التغير الاجتماعي في نظر بن سلمان يتغير بالتدريج حتى يصل إلى انعدام الثقة به. وقد كانت واضحة لدى الخبراء والمختصين المتعلمين "الصادقين" من بداية الأيام الأولى أن ما يقوله هو هراء وغير منطقي، لكن مع الأيام تظهر هذه الحقيقة للناس أن "محمد بن سلمان ما عنده سالفه" كما يقال هذا الكلام في المجالس العامة والاستراحات. حتى من كان ليس له اهتمام بالمجال العام أصبح يكتوي من ارتفاع أسعار البنزين. 

ما يقوم به محمد بن سلمان هو بكل وضوح فتح الباب على مصراعيه لأجل الانتقام السياسي منه ومن خططه الفاشلة ومن رؤيته التي جلبت الفقر والفاقة على المجتمع المحلي. الحلول القمعية التي يعتمد عليها هي ناجحة بكل صدق، ولكن على المدى القصير أما على المدى البعيد  فهي بكل تأكيد وباء عليه. 

وأول من يسعى للانتقام من محمد بن سلمان هم أفراد الأسرة الحاكمة، هناك ثلاث أمراء أصحاب وزارت عسكرية تم تجريدهم وقمعهم من مكانتهم، فضلاً عن السطو على ثروات الأثرياء من الأسرة الحاكمة. لهذا هناك رأي جوهري وأساسي لدى أفراد الأسرة يرى أن هذا الشاب خطر ليس فقط عليهم، بل على الدولة ومؤسساتها. هناك لحظة مفصلية سوف تحدث وهي تجريد مبس من سلطته، نتمنى أن تمر على خير وأن يتجنب المجتمع الآثار السيئة لهذه العملية الاستئصالية.