مقالات

قصف "إسرائيل" لقطر… أسئلة معلّقة وفضيحة سيادة عربية

الكاتب/ة نيبال علي | تاريخ النشر:2025-09-16

جاء القصف الإسرائيلي على الأراضي القطرية ليطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل المنطقة وأمنها القومي. لان ما حدث لا يعد إلا بلطجة عسكرية لمجرم حرب مدان بكل القوانين الدولية، فالسؤال الأبرز: كيف استطاعت الطائرات الإسرائيلية أن تحلق فوق أجواء عربية لتصل إلى قطر وتقصف موقعًا حساسًا دون أن يُسمح لها رسميًا بالمرور؟

إذا كان الأمر تمّ دون اتفاق مسبق، فهذا يعني ببساطة أننا أمام هيمنة عسكرية مطلقة وإجرام دولي تمارسه إسرائيل، ليس فقط ضد قطر، بل ضد السيادة العربية مجتمعة وعدم التزام بسيادة الدول وايضاً للقوانين الدولية أو الأعراف السياسية ولا حتى الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول.

وما يزيد العقل حيرة والأغرب من ذلك، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنه “لم يكن على علم” بالعملية. فهل يُعقل أن تُضرب دولة خليجية حليفة بمثل هذا الشكل دون علم الرئيس الأميركي؟ وهل كان اتصال واشنطن المتأخر بعد الضربة مجرد رفع عتب سياسي لتبرئة الذات أمام الرأي العام؟ أم أن التواطؤ الأميركي بات أوضح من أن يُخفى؟

القانون الدولي واضح وصريح:
    • المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة تحظر استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي.
    • اتفاقية شيكاغو للطيران المدني (1944) تنص على أن سيادة الدولة تمتد بشكل كامل إلى أجوائها، وأي اختراق دون إذن يعتبر انتهاكًا صارخًا.
    • قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكد أن قصف المناطق السكنية أو الاعتداء على المدنيين يعد جريمة حرب. 
فهل حسب القادة العرب المتواطئين مع الكيان المغتصب ان مجرم حرب مثل نتنياهو لن يمتنع عن تهديده الفج والمخزي لدول المنطقة بان أي سماء او أي ارض حق مشاع له لقتل المزيد من السياسيين، دون ادني سيادة دولهم، حتى لو سخروا سفنهم وطرقاتهم البرية والجوية لإرضاء حمق الكيان المحتل؟

والسؤال الجوهري هنا: ما الضمان لبقية الدول العربية؟ إذا كانت قطر قد تعرضت للقصف بهذا الشكل، فما الذي يمنع إسرائيل من تكرار السيناريو مع أي دولة عربية أخرى، خصوصًا أن القصف استهدف أماكن سكنية وموقعًا كان يشهد اجتماعات للتفاوض؟ هل نحن أمام مرحلة جديدة من الهيمنة الإسرائيلية المطلقة التي لا تجد من يوقفها؟

وأين هو “الدفاع العربي المشترك” الذي وُضع على الورق فقط؟ أين القادة العرب الذين خانوا ربهم ودينهم وشعوبهم عندما هرولوا للتطبيع أو أقاموا الاجتماعات السرية مع المحتل الغاصب؟ ومن ستكون الدولة القادمة التي تفتح أبوابها لخيانة جديدة مع مجرم الحرب نتنياهو؟

ثم لا أعلم عن حال الشامتون هل يستوعبون ما الخزي الذي يعتريهم وويعتري رؤساء دولهم وما حقيقة الموقف القطري المشرف الذي منحته قطر لكل مسلم عربي خليجي حر؟

ورغم كل هذه السطحية في التشكيك العربي ضد قطر، يبقى لموقف قطر طابع مختلف، فقد وقفت في لحظة عزلة الخليج موقفًا يُحسب لها، بعيدًا عن مسرحية التطبيع والارتماء في أحضان الاحتلال.
شكرًا قطر… لقد بقي موقفك الوحيد المشرف بين دول الخليج.