تقارير

أعضاء التجمع الوطني لـ"صوت الناس": التطبيع مع الاحتلال مرفوض شعبيا وبن سلمان يحاول فرضه بالقوة

تاريخ النشر:2023-07-13

استنكر أعضاء حزب التجمع الوطني السعودي المعارض السماح لفريق الألعاب الإلكترونية الإسرائيلي، بالمشاركة في بطولة العالم لكرة القدم الإلكترونية فيفا المقامة في الرياض، وإتاحة المجال لأعضائه لرفع علم الاحتلال الإسرائيلي على أرض المملكة إلى جانب العلم السعودي الذي يحمل راية التوحيد، منتقدين كافة أشكال التطبيع وعلى رأسها التطبيع الرياضي.

وأعربوا في تصريحاتهم لـ"صوت الناس" عن استيائهم من إصرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على اتباع سياسات تطبيعية مع الكيان المحتل رغم الرفض الشعبي الواسع الذي أعرب عنه السعوديون في مناسبات عدة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي عبر مشاركتهم في وسوم وإطلاقهم حملات مناهضة للتطبيع ورافضة له.

وأكد أعضاء الحزب أن بن سلمان تعمد تغيب العلماء والإصلاحيين والنخب الرافضة لمسار التطبيع الذي ينتهجه بالزج بهم في سجونه عبر سلسلة اعتقالات واسعة شنها عقب شهرين من وصوله إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، مذكرين بأبرز الدعاة والإصلاحيين الذين تصدوا لذلك المسار ومازالوا قابعين في المعتقلات ومنهم من توفي داخل محبسه.  

عضو حزب التجمع عبدالله عمر، عّد عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في الرياض واستخدام الرياضة لخدمة التطبيع مؤشر جديد على استمرار وتصاعد سياسات التمهيد للتطبيع العلني الكامل مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والتي بدأت منذ صعود ولي العهد الحالي للسلطة وسيطرته المطلقة على الشأن العام في البلاد.

وأوضح أن محاولات التمهيد للتطبيع السعودي الإسرائيلي المعلن بدأت باعتقال عدد كبير من النشطاء والمثقفين والأكاديميين ممن نشطوا لسنوات طوال في العمل السلمي ودعم القضية الفلسطينية في السعودية، وتبع ذلك محاولات لتهيئة الرأي العام لمثل هذه الخطوات التي تلاقي رفض شعبي واسع.

وأشار عمر، إلى أن تلك التهيئة تمت من خلال تصدير شخصيات منبوذة ومشبوهة تروج للتطبيع مع الاحتلال وتهاجم الشعب الفلسطيني وتحاول استغلال تغييب النخب من خلال خلق رأي عام بديل يحتضن دعاية الاحتلال بالكامل، قائلا: "بالطبع ننظر لمثل هذه الخطوة كخطوات متصلة تنفذها السلطة بسياق التمهيد للتطبيع مع نظام الاحتلال".

ورأى عمر أن خطط التطبيع وصلت إلى مراحلها الأخيرة بانتظار الموافقة الأميركية على بعض المطالب السعودية التي يحاول بن سلمان من خلالها تسويق التطبيع داخليا أنه جاء بمكاسب للبلد، وهي في حقيقتها مكاسب للسلطة تحاول تثبيت سلطتها بدعم خارجي يتجاهل الشرعية الحقيقية وهي شرعية الإرادة الشعبية لا الحكم بالقمع والدعم الغربي.

وأكد أن تثبيت السلطة هدف بن سلمان من التطبيع، حيث يريد حماية الاحتلال لحكمه داخليا وخارجيا من خلال لوبيات الاحتلال في الولايات المتحدة والدول الغربية للدفاع عنه وترويج مشروع حكمه الذي فشل غربيا بعد فضيحة جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وأضاف عمر: "بن سلمان يحتاج للاحتلال الإسرائيلي لخدمته هو شخصيا لا لمصالح البلاد، فإن كان الهدف مصالح السعودية فماذا حققت دول التطبيع من جديد لشعوبها؟"، لا شيء يذكر"، جازما بأن هذه الأنظمة الفاقدة للشرعية تحتاج لدولة مثل الاحتلال لا تهتم بحقوق الإنسان وليس لديها أية مبادئ إنسانية لتكون داعما أساسيا لوجودها.

وعن موقف الشعب، قال: "برغم تغييب النخب الوطنية ورغم القمع وتصدير المشبوهين والذباب الإلكتروني لخلق رأي عام غير حقيقي، فإن موقف الشعب الذي يعبر عنه الحزب ومختلف الشخصيات الوطنية كان آخرها حملات شعبية مثل حملة #أنا_عقبة هو الرفض الكامل للتطبيع بكافة أشكاله."

وتابع عمر: "في حزب التجمع لدينا موقف واضح جدا ضد التطبيع عبرنا عنه من خلال بيانات عديدة ومساحات وحملات لقيت تفاعلا شعبيا جيدا ونعتقد أنه كذلك موقف الأغلبية الشعبية بكافة مكوناتها واختلافاتها، فالقضية الفلسطينية هي قضية إجماع وطني في السعودية، ولا يمكن لأحد إنكار هذه الحقيقة أو محاولة العبث بها".

وجزّم بأن الضمير والوعي الشعبي أقوى من كل هذه المحاولات البائسة والتي إن نجحت بفرض التطبيع بالقمع وبالضد من موقف الشعب فإنها لن تضيف أي شيء للبلاد سوى العار الذي لطالما ألحقته هذه السلطة بالبلاد والشعب بسياساتها الفاشلة محليا وخارجيا، قائلا إنه وضع مخجل لا يليق بالبلاد أبدا، والحزب كما يرى الجميع يحاول تقديم بدائل تصحح هذه الأخطاء الكارثية ونعول كثيرا على الدعم الشعبي."      

وأكد عضو حزب التجمع الوطني الدكتور أبو الجوائز المطاميري، أن التطبيع السعودي الإسرائيلي بكافة أنواعه "الاستخباراتي والعسكري والتقني والسياسي" قائم منذ قيام دولة الكيان وخصوصا بعد نكسة 1967، وقد تكفلت السعودية بتشتيت الجهد إلى لجان وهيئات وتبرعات نقدية لا تصل لمقاومي الكيان ومثال ذلك (اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي وشهداء فلسطين) التي يرأسها سلمان بن عبدالعزيز.

وأضاف أن إعلان التطبيع رسميا مع الاحتلال يضر الكيان الغاصب أكثر مما ينفعه، وتستبعد الدراسات العلمية في الكيان التقارب مع نظام بن سلمان بحسب ما تقوله الخبيرة في السياسة الخارجية السعودية بجامعة تل أبيب الدكتورة ميشال يعاري.

وأشار المطاميري إلى أن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يحذر من أن السعودية عاجزة عن مواجهة التهديدات الإستراتيجية التي تتعرض لها وأن أعداءها قادرون على المس بها بسهولة واضحة بشكل يعرض استقرار الحكم للخطر، ورغم أنها أكبر مستورد للسلاح في العالم إلا أنها غير قادرة على تأمين الحدود والأجواء والمياه ومواردها الطبيعية.

وأوضح أن المركز أوصى صناع القرار في تل أبيب بإقناع الرئيس الأميركي جو بايدن، بعدم الضغط على بن سلمان، لأن استقرار نظامه مصلحة إستراتيجية لإسرائيل، مشيرا إلى أن جميع محافل التقدير الإستراتيجي في إسرائيل وعلى رأسها مركز أبحاث الأمن القومي تحذر دائما من ارتباط إسرائيل بأي مسار سياسي أو عسكري لابن سلمان خشية أن يفضي إلى تورطها في مواجهات لا طائل فيها.

وأكد المطاميري، أن الحاكم في السعودية يترجى أميركا كي تحمي له الصعود للملك وسيقدم أي تنازلات للحصول على ذلك، قائلا إن ما يقوم به بن سلمان هو حرفيًا تقديم أي تنازلات لضمان أن يكون ملك دون منازع من بقية أفراد العائلة.

وأشار إلى أن موقف الشعب السعودي وردة فعله الحقيقية هي رفض الاعتراف بالكيان والامتناع عن الظهور في وسائل إعلامية إسرائيلية في كأس العالم، مؤكدا أن بن سلمان يعرف بنفسه أن الشعب غير راضٍ عن التطبيع مع الكيان، وهو ما كشفه الملياردير الإسرائيلي الأميركي حاييم سابان، حين قال في 2020 إن ولي عهد متردد في المسارعة بالتطبيع مع (إسرائيل) بسبب خوفه من أن إيران أو قطر أو حتى "شعبه" قد يقتلونه.

ولفت المطاميري، إلى أن دراسة في 2016 حول قراءة في نتائج المؤشر العربي للعام 2016 بشأن اتجاهات الرأي العام السعودي نحو التطبيع مع إسرائيل، أظهرت أن ما يقارب 81% يرفض الاعتراف بالكيان، موضحا أن تحييد العلماء وسجن من يخالف أوامر بن سلمان أسلوب إسرائيلي واضح في تخويف الناس وقد أثر كثيرا على كلمة أهل العلم.

وأوضح أن هيئة كبار العلماء تم تحييد تأثيرها تدريجيا حتى أنها أصدرت فتوى ضد الإخوان المسلمين مما لاقى استحسان إسرائيل وغردت به.

وعن تبعات العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي على القضية الفلسطينية، فاستشهد عضو حزب التجمع الوطني، بما أكدته الباحثة ميس فرح في رسالة الماجستير، بأن التطبيع يوثر على الحاضنة العربية لقضية فلسطين ويشجع بقية الدول العربية للتطبيع.

وقال عضو الحزب بدر الشهراني، إن الحكومة السعودية راغبة في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لكنها تخشى موقف الشعب الذي يعارضه ولذلك لا تستطع إعلانه، مستشهدا بما شهده كأس العالم في قطر من تضامن شعبي سعودي مع القضية الفلسطينية وتقبيحه للكيان الغاصب، ولهذا تحاول الحكومة تمرير هذه الخطة تدريجيا وتوفير الأرضية وراء الكواليس.

ورصد من ضمن خطط تمرير الحكومة السعودية للتطبيع تدريجيا، السماح للحاخام اليهودي يعقوب هرتسوغ، بزيارة المملكة وتسميته بزعيم اليهود في السعودية، والسماح للصهاينة بزرع النخلة في المدينة، وحذف المحتوى الذي يرتبط بالمعاداة السامية من الكتب المدرسية، وأخيرا وليس أخرا رفع علم الكيان الغاصب في البطولة المقامة في الرياض.

وأكد الشهراني، أن قائمة خطوات التطبيع التي أتخذها النظام السعودي منذ وصول بن سلمان لولاية العهد يطول ذكرها، لافتا إلى أن الإعلام العبري نشر مرات عدة أخباراً تؤكد أن تطبيع العلاقات مع السعودية سيتحقق قريبا، وكان من بينها تبشيرا إسرائيليا بأن التطبيع سيعلن قبل 2024.

وقال إن بن سلمان يقف وراء الانفتاح على الكيان المحتل، لأنه لا تهمه الثقافة والقيم العربية والإسلامية ويريد السيطرة على الحكم فقط مهما كان الثمن، ولو كان بيع قضية العرب الأولى المتمثلة في القضية الفلسطينية، لأن ديدن آل سعود محارب الإسلام والمسلمين، مؤكدا أن الشعب السعودي هو الحاجز الوحيد أمام بن سلمان لإعلان التطبيع رسميا.

وأشار الشهراني، إلى أن بن سلمان اعتقل العلماء الناصحين لإسكاتهم عن التنديد بالتطبيع واستنكاره لأنهم أصحاب مواقف معلنة معارضة لخطواته التطبيعية، ومنهم الشيخ سلمان العودة الذي أعلن معارضته للتطبيع وندد من يتشدق به ويتحدث عن السلام المزعوم مع الاحتلال، والشيخ عوض القرني، وموسى القرني الذي توفي في محبسه بأحد سجون بن سلمان.