تقارير

قوانين للتأكيد على تكميم أفواه المواطنين

تاريخ النشر:2023-11-07

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب في المملكة السعودية من النظام الملكي المطلق، وسط أجواء من القيود المفروضة على المواطنين وكل من يقيم على أراضيها على حد سواء، والويل والثبور لمن فكر في تقديم النصح او الاعتراض أو عدم الاعجاب بما يفعله الحاكم حتى وإن كانت ضد مصلحة الوطن والمواطن، والسجون الممتلئة بخيرة بنات وأبناء البلد تشهد على ذلك الإرهاب.
قامت الهيئة العامة في الإعلام لتنظيم الإعلام في السعودية بسن عدة قوانين، في محاولة منها لتطوير قطاع الإعلام، تتضمن عدة محظورات منها:
-عدم المساس بالملك وولي العهد، وأو التحريض على العنف والإرهاب وتهديد السلم المجتمعي والأمن الوطني أو الدولي، عدم بث أو نشر ما من شأنه الإساءة إلى علاقات المملكة بالدول الإسلامية أو العربية أو الصديقة.


في خطوة للتأكيد على تكميم أفواه المواطنين، حتى بات النقد وابداء الرأي فعلاً مجرما بشكل واضح بفعل القانون الذي يمنح العصمة للملك وولي عهده. 
علماً أن الملك سلمان في وقت سابق قد رحب ودعا للنقد البناء وعبر عن استعداده لتلقيه وتقبله كما وانه استشهد بهذه المقولة أكثر من مرة " رحم الله أمرئ أهدى إليّ عيوبي" كما وقد رحب محمد بن سلمان بالنقد الموضوعي وبلور ذلك بأنه النقد الذي لا يضر بأمن الوطن أو يجرّح بالأشخاص.
وعلق على هذا عبدالله القاضي بقوله "أننا جميعنا مسؤولين ومواطنين نشارك ببناء الوطن إذ قال" كلنا نشترك ونشارك ببناء الوطن ونمائه: سواء كنا مسؤولين أو مواطنين أو كتاب رأي.
وكلما كان التفاعل قائما بين المسؤول وبين المواطن وأصحاب الرأي كلما تناغم ذلك مع خطط الحكومة وبرامج رؤية 20 – 30.
وقد رأى عضو حزب التجمع الوطني أحمد الحكمي عبر حسابه على منصة إكس  أن الملكية المطلقة مفسدة مطلقة، وأن نقد السلطة واجب لاستمرار أي امة وأضاف أن على الشعب أن يمس الملك وولي العهد في كل وسيلة إعلامية.
"الملكية المطلقة مفسدة مطلقة. نقد السلطة واجب لاستمرار أي أمة، التأليه للملك وولده يضر البلد ولا ينفعه. سلمان وابنه فشلوا في ملفات كثيرة مثل حرب اليمن وخذلان فلسطين وترحيل المواطنين عن بيوتهم في جدة والحويطات وقتل خاشقجي. على الشعب أن يمس الملك وولي العهد في كل وسيلة إعلامية!"

وفي مقالة للكاتب عبدالله السعدون بعنوان "أهمية النقد البناء" تداولتها الصحف السعودية ونشرتها قناة العربية على موقعها، بدأها بقوله أن النقد الذاتي البناء فنّ لا يجيده سوى قلة من الأفراد، وفي الدول المتقدمة التي وضعته ضمن برامج التعليمين العام والجامعي، ووضعته ركنا أساسيا في الدورات على مختلف أنواعها..
وأضاف أن النقد البناء من أهم أسباب تقدُّم الأمم والمؤسسات والأفراد، ولذا - وفي هذه المرحلة بالذات - علينا أن نشجع على النقد البناء باتخاذ الخطوات الآتية، وذكر منها الإعلام بأنه من أهم قنوات النقد البناء، وأن الصحافة تسمى "السلطة الرابعة" بعد الثلاث سلطات" التشريعية، التنفيذية، القضائية" وأن الإعلام الذي يركز على المديح فقط، يفقد اهتمام القارئ والمسؤول، وذكر أن في المملكة حث خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد على النقد الهادف في أكثر من مناسبة؛ وذلك لإدراكهما لفائدته التامة، ذلك أنه من الصعوبة أن يلم المسؤول بكل جوانب القصور في مجال عمله؛ لذا فالواجب أن يُشجَّع كل قلم مخلص نزيه على النقد، ونقل وجهات النظر عبر وسائل الاتصال المقروءة والمكتوبة بكل حرية وأمانة.
والخطوة الثانية التي تحدث عنها الكاتب هي: النقد، ورأى أن مثله مثل الحوار يحصل بين طرفين أو أكثر، فهو بحاجة إلى تدريب وعناية؛ حتى يصبح ثقافة مُرحّباً بها من قبل كل فئات المجتمع.
وختم مقالته بقوله " المملكة تمر بمرحلة مهمة من البناء والتحول لتحقيق الرؤية، ما قد يصحبه أوجه قصور أو أخطاء غير مقصودة، فالعمل الوحيد الذي بلا أخطاء هو الذي لم يوجد بعد، لذا من المهم أن نستمر في التشجيع على النقد البناء، وبناء جسور التواصل بين المسؤول والمواطن، من خلال الصحافة ووسائل الاتصالات الحديثة لما فيه مصلحة القيادة والوطن والمواطن"
ذلك القرار القديم المتجدد استقبله بعض المعلقين بالترحيب وإبداء الحب والولاء، دونما إدراك لخطورة تلك الأغلال التي يجب الانعتاق منها في سبيل تطوير البلاد، فلا عصمة لبشر ولا أحد فوق النقد.

 

https://www.alarabiya.net/saudi-today/views/2018/07/07/%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%91%D8%A7%D8%A1

 

https://halkadi.net/13235/