تقارير

التجسس والتعريف بالحلفاء.. أهداف نتنياهو من إعلان تمويل السعودية والإمارات لإعمار غزة

تاريخ النشر:2023-12-21

في تقديرات أولية للأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مخلفا أكثر من 18 ألف شهيد، قالت الأمم المتحدة إن نحو 40 ألفا من مباني قطاع غزة، أو تقريبا خُمس التي كانت موجودة قبل الحرب، تضررت كليا أو جزئيا؛ فيما كشفت تقارير عن تدمير الاحتلال أحياء كاملة والقضاء على قطاعات خدمية.

كما خلف عدوان الاحتلال المتواصل ومجازره المروعة بحق المدنيين خاصة الأطفال والنساء منهم، دمارا هائلا في مباني القطاع ومساجده وكنائسه، وتعمد تدمير الأحياء السكنية والمنازل والمنشآت المدنية، فضلا عن قصف مراكز الإيواء والمستشفيات؛ بهدف تهجير الغزيين قسريا عن أراضيهم.

ليتفاجأ العالم بإعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مشاركته في جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن "إعادة إعمار قطاع غزة سيتم تمويله من قبل   السعودية والإمارات " -بحسب ما تداولته وسائل إعلام عبرية-.

تصريحات نتنياهو مهدت لها صحف إسرائيلية، إذ نشرت تقارير قالت فيه إن "تحقيقا أجراه مسؤولون دوليون، أظهر استعدادا لدى دول الخليج لاستثمار مبالغ كبيرة في إعادة إعمار قطاع غزة، ولكن بشروط"، منها "إجراء تغييرات كبيرة في السلطة الفلسطينية، ووجود خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أن مسؤولين دوليين، بما في ذلك أميركيون، توجهوا مؤخرا إلى دول الخليج وطلبوا منها المساعدة الاقتصادية في إعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي لسقوط حركة حماس، مؤكدة أن تلك الدول أبدت استعدادها لذلك.

والإمارات تقيم علاقات رسمية مع "إسرائيل" منذ أغسطس/آب 2020، بموجب اتفاق تطبيع عقد بوساطة أميركية، فيما كانت المملكة السعودية على أعتاب إبرام صفقة تطبيع مماثلة اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، باقتراب إبرامها قبل أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر ضد الاحتلال.

ويأتي حديث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي عن إعمار السعودية لغزة عقب أيام من إقرار السعودية ميزانيتها لعام 2024، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، متوقعة أن يصل العجز المالي إلى 79 مليار ريال (21.07 مليار دولار)، بينما من المنتظر أن يبلغ إجمالي المصروفات 1.251 تريليون ريال، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية. 

فيما أكد عضو الحزب الدكتور أبو الجوائز المطاميري، أن بن سلمان منذ تنصيبه وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، وتحكمه في النظام، وهو يدفع المال رغم عجز الميزانية الواضح والمستمر منذ توليه منصبه وآخرها عجز ميزانية 2024، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث مسؤول في دولة أخرى عن تحميل السعودية نفقات إعمار دولة دمرتها الحروب.

وذكر في حديثه مع صوت الناس، بما أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2018، عن تمويل السعودية إعادة إعمار سوريا بدلا من الولايات المتحدة، وقوله: "أليس أمراً جيداً أن تساعد دول فاحشة الثراء جيرانها عوضاً عن دولة عظمى على بعد آلاف الأميال.. شكراً للسعودية".
ووصف المطاميري، السعودية بأنها "دولة لا تملك قرار ولا تملك سيادة لا على مواردها ولا أرضها ويتحكم فيها أي شخص"، مشيرا إلى أن أميركا أجبرت في عام 2018 النظام السعودي على دفع مبالغ إعمار للعراق، فيما رفضت هي دفع تكاليف ذلك رغم أنها المسؤولة عن تدمير العراق.

ولفت إلى أن مسؤول أميركي قال حين ذاك إن واشنطن "ستشجع بدلا من ذلك استثمارات من القطاع الخاص، والاعتماد على دول الجوار الخليجية -خاصة السعودية– لضخ أموال هناك، في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق".

وأضاف المطاميري: "الآن في 2023 يصطف النظام السعودي يصطف مع الكيان المحتل ويريد القضاء على المقاومة الفلسطينية، وما عرضه من مبالغ لبناء غزة مشروط بخلو غزة منها أو زرع مراكز تجسس تابعة للكيان المحتل باسم المملكة العربية السعودية".

أكبر عملية تخريب