تقارير

حر الزنازين..آلية تعذيب في سجون السعودية

تاريخ النشر:2024-01-18

في إفصاح عن صورة جديدة من صور التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في السجون السعودية، تساءل أحد المطلعون على الأوضاع داخل المعتقلات في تغريدة على حساب المحامي الحقوقي وليد أبو الخير، المعتقل منذ 15 أبريل/نيسان 2014، ويقضي حكما في سجن ذهبان بجدة على خلفية نشاطه الحقوقي، عن أسباب تعطل المكيفات في السجن.
وكتب في التغريدة التي دونها على حساب أبو الخير على منصة إكس في 15 يناير/كانون الثاني 2024، وحظيت بمشاهدة أكثر من 10 آلاف متابع: "المكيفات في السجن لا تعمل، لماذا؟ لماذا إدارة السجن لا تستجيب لكل الطلبات؟ هل يوجد طريقة للإبلاغ غير تويتر؟".
وليد أبو الخير محامٍ حقوقيٌّ بارزٌ ومؤسس مرصد حقوق الإنسان في السعودية، وتوكل عن العديد من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وكرّس حياته للتقدم بالإصلاح الديمقراطي في البلاد، واعتقل إثر رفضه توقيع تعهد بالتوقف عن نشاطه الحقوقي، وحوكم عند المحكمة القضائية المتخصصة في الرياض المزعوم إقامتها لمحاكمة قضايا الإرهاب.
وكان أبو الخير من أول النشطاء الذين حوكِموا عند الجزائية المتخصصة بموجب نظام مكافحة الإرهاب في السعودية، ووجهت له تهم عدة منها "تأليب الرأي العام ضدّ الدولة وشعبها"، و"تحريض المنظمات الدولية ضد السعودية بنية تشويه سمعتها" و"إنشاء جمعية غير مرخصة".
وحكم على أبو الخير في يوليو/تموز 2014، بالسجن لمدة 15 سنة و15 سنة منع من السفر وغرامة قدرها 200,000 ريال سعودي، وإغلاق كافة الصفحات الإلكترونية المرتبطة به، وتعرض خلال سنوات اعتقاله التسع المتواصلة إلى انتهاكات عدة حاله كحال كافة المعتقلين في سجون السلطات السعودية.

سجن ذهبان
ويقضي أبو الخير محكوميته في سجن ذهبان سيء السمعة، وهو أحد أكبر السجون السياسية بالمملكة السعودية، وهو سجن مركزي ذو حراسة مشددة، يقع على بعد 19 كيلومترًا إلى الشمال من وسط جدة ذات الطبيعة المناخية المشمسة للغاية نظرا لوقوعها على البحر المتوسط وسط الساحل الغربي مما يجعل درجة حرارتها مرتفعة في بعض أيام فصل الشتاء.
وأوضح تقرير لمنظمة القسط الحقوقية بعنوان "تحت أستار الكتمان: السجون ومراكز الاحتجاز في السعودية" نشرته في يوليو/تموز 2021، بأن سجن ذهبان يعتقد أنه يؤوي 4000 سجين سياسي إلى جانب بعض الرعايا الأجانب المسجونين بتهم جنائية، وتم بنائه في 2015 ضمن خطة لتجديد البنية التحتية لمدينة جدة، بما في ذلك سجونها.

الانتهاكات الحقوقية
ومن أبرز الانتهاكات التي تعرض لها وليد أبو الخير داخل محبسه سوء المعاملة المستمرة، بما في ذلك الحبس الانفرادي والحرمان من النوم والحرمان من الطعام والرعاية الصحية اللائقة.
ولصحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا نشرته في يونيو/حزيران 2022، تناول الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون في السعودية، أفادت فيه بأن السجناء المحتجزين بسبب معارضتهم الحكومة في السعودية، يتعرضون للقتل والاعتداء الجنسي والتعذيب والتعرض إلى وحشية محضة.
وأشارت إلى دراسة أجرتها مؤسسة "غرانت ليبرتي" الخيرية لحقوق الإنسان، حددت فيها 311 سجين رأي تم رصده في عهد ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، وخلصت إلى أن 53 سجينا تعرضوا للتعذيب، بينما تعرض ستة للاعتداء الجنسي، وأجبر 14 شخصا على الإضراب عن الطعام.

إخفاق السلطة
وقال مسؤول الرصد والحملات بمنظمة القسط الحقوقية عبدالله الجريوي، إن السلطة السعودية تحاول دائمًا تحسين سمعة سجونها خلال التقارير التي تقوم بها قنواتها الرسمية في عدة مناسبات مثل اليوم الوطني أو حتى الأعياد، بهدف إيصال عدة رسائل على رأسها أن المعتقلين والمعتقلات تقدم لهم كافة الخدمات والرعاية من أعلى المستويات.
وأضاف في حديثه مع صوت الناس، أن السلطات السعودية تستهدف إيصال رسائل بأن المعتقلين والمعتقلات نادمين على ما قاموا به وقد شعروا بالذنب تجاه وطنهم وقد أعادوا الولاء والطاعة للملك، كما أنها تحمل رسائل تهديد لأي إنسان أنه قد يكون في يومٍ ما مكان هؤلاء وإن كان ما قام به مجرد تغريدات.
وأكد الجريوي، أن السلطة تستهدف أيضا من محاولاتها تحسين سمعة السجن من ناحية البنية التحتية للسجن أو الرعاية اللازمة للمعتقل أو حتى معاملة السجين، لكنها تخفق في ذلك عندما تظهر الصورة الحقيقية للمعتقلات التي تكون عبر التسريبات من داخل السجن أو تصريحات المعتقلين السابقين.
وذكر بأن القسط نشرت سابقا عدد من الصور والمقاطع داخل الزنازين يظهر بها تكدس المعتقلين بأعداد كبيرة داخل الزنازين وحتى في الممرات، وتقارير لحالات الاعتداء والتعذيب وغيرها من ضروب المعاملة السيئة بالسجون، لافتا إلى شكوى أبوالخير جاءت بعدما سلك كافة الوسائل لإيصال شكواه سواء مع السجانين أو إدارة السجن.