عزيزي القارئ إذا دخلت لتبحث عن مقال يدور حول جثة الشهيد جمال خاشقجي أو كيف تم اغتياله أو لماذا تم اغتياله؟ أو من قام باغتياله؟ وهل تركيا كانت على حق في تغيير روايتها حول مقتل الشهيد خاشقجي؟؟ أو هل انتهت القضية بتنازل الورثة؟؟ “مع العلم أن قتل الغيلة لا يقبل فيه ابدا تنازل أهل الدم وأن عقابها حق لله تعالى .”فكل هذه الأسئلة باعتقادي أصبحت اسئلة ثانوية، لن نجد عليها إجابة واضحة وسط مصالح الدول ومع نظام مستبد لا يملك ضمير يتأثر من أثر جرائمه الفادحة.
أنا اليوم، وفي هذا المقال أتسائل عن جمال الذي قال كلمته ومشى، ولكنه زرعنا بين تلك الكلمات الصادقة. جمال الذي غاب عنا وشغل فكر الرأي العام العالمي في نفس هذا اليوم ، الثاني من أكتوبر من سنة 2018، لا يزال موجود وحاضر في ضمائرنا ووجداننا، ولا نزال نقف بين كلمته التي قالها ومشى، وبين اغتياله الذي لازال يقف شاهد عيان على نظام جائر ظالم فتك بالأغلبية وجعل المسافات تطول وتتكسر بين نظام قاتل ومواطنين مخلصين.
أتساءل هنا ونحن في الذكرى الثالثة لوفاته هل تم اغتيال جمال فقط؟ هل تم محاولة طمس أفكاره؟ هل تم تكميم فمه عن النطق بالحقيقة أم هل كسر قلمه اللين الهين أثر جهل نظام حاقد على كل من يحب الوطن أكثر منه.
بلا شك هناك فرق كبير بين أن يكون الشخص محب لوطنه راغب بالإصلاح، وبين أن يكون همه الاستيلاء على العرش والحصول على ثروة تفوق أي ثروة لأبناء عمه!!
اجابة على الاسئلة التي تتردد في عقول وقلوب الكثير من المحبين لجمال، أولًا تَغيب جسد الشهيد جمال خاشقجي لا يعني ابداً غيابه عن حياتنا و أفكارنا ومحبتنا له كوطني شهم لم يقبل أن يمنعه أحد عن الكتابة و تقييد حريته، لقد قاموا باغتيال جمال لأنه طالب بحقوقه وحقوق المواطنين وحق الوطن، وباغتياله تم اغتيال فكرة حسن النية لنظام فاشي أصبح شعاره المنشار. لقد زرعتوا جمال وأفكاره في قلوبنا وعقولنا التي لم تتمكنوا من اغتيالها، اقول زرعته نبتة وطنية أكبر كل عام ونحتفل بازدهارها في ذكرى اغتياله.
الذكرى الثالثة لرحيل جمال جعلت منه أيقونة صدق ووطنية، صوت من أصوات الحرية التي تم نقشها في تاريخ الأحرار، وستكبر نبتتها ونقطف من تلك الكلمات والأفكار التي حصدتموها بالاغتيال ودون فهم أو ادراك زرعتوها بداخل كل حر محب صادق لوطنه.
هل عرفتم أين جمال!!