مقالات

الحضارة الزومبية.. هل يواجه الغرب مصيره المحتوم؟

الكاتب/ة مروان النجدي | تاريخ النشر:2024-11-08

"ناس ماشية جنبي، 
   وطلعوا زومبي 
       والانحطاط دا 
          ماكـنش ذنــبي!" 

منذ سنوات عديدة، تكررت توقعات المحللين حول نهاية الهيمنة الغربية. تنبأوا بصعود الصين كقوة عظمى وتراجع الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تتحقق هذه التوقعات بعد؛ فلا يزال الاقتصاد الأمريكي الأكبر عالميًا، ولا تزال الولايات المتحدة كقوة عسكرية عالمية تمتلك عددًا هائلًا من القواعد العسكرية يفوق ما تمتلكه أي دولة أخرى بعشرات، إن لم يكن مئات المرات، لا تزال أول القائمة كقوة عسكرية.

هناك عدة أسباب لعدم تحقق هذه التنبؤات. فالولايات المتحدة ما زالت تتمتع بمزايا عديدة مقارنة بالصين، مثل بنية تحتية متطورة ونظام تعليمي رائد. إضافة إلى ذلك، تمتلك الولايات المتحدة قوة ناعمة تستند إلى ثقافتها وتأثيرها الإعلامي العالمي، مما يعزز من نفوذها على الساحة الدولية.

لكن هذا لا يعني أن الهيمنة الغربية ستستمر إلى الأبد. 

في الواقع، هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى تراجع هذه الهيمنة. فقد يؤدي ارتفاع التضخم أو حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى إضعاف اقتصادها، كما أن بروز منافسين جدد مثل الصين يمكن أن يقوّض النفوذ الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تراجع القوة العسكرية الأمريكية وضعف النظام السياسي وفقدان الثقة العالمية في الولايات المتحدة كقوة رائدة إلى تغيير ميزان القوى الدولي. إذا تضافرت هذه العوامل، قد نشهد تحولات جذرية في النظام العالمي.

لقد أثبت الغرب مرارًا قدرته على التكيف وإعادة اختراع نفسه في مواجهة الأزمات. فهل سيكون الوضع مختلفًا هذه المرة؟

إذا سألنا باتريك بوكانان، أحد أبرز الكُتّاب الذين تناولوا هذا الموضوع، سيجيب بجواب بسيط ولكنه مقلق: "نعم، مختلف".

أقوى من ترسانته العسكرية
يعتقد بوكانان أن الغرب يواجه أزمة وجودية عميقة، وأن الأنظمة الليبرالية الغربية عاجزة عن التكيف مع التحديات الجديدة. يشير إلى الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، والأزمة الاقتصادية العالمية، والارتفاع الحاد في عدم المساواة كمؤشرات على هذه التحديات. ويعتقد أن الحل يكمن في تحول الغرب نحو نظام سياسي أكثر سلطوية، حيث سيكون هذا النظام أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات الغربية.

إن الأزمات التي يمر بها الغرب اليوم ليست مجرد صعوبات اقتصادية أو تحديات تكنولوجية عابرة، بل هي أزمات بنيوية ترتبط بتراجع تأثير القيم التي شكلت أساس النهضة الغربية. وفقًا لبوكانان، فقد تحطمت القيم التي دعمت التقدم الغربي بفعل العولمة والانفتاح على العالم، ولم يعد بإمكان الغرب الاحتفاظ بتلك الصورة المثالية عن نفسه.

فالليبرالية الغربية، التي كانت تُعتبر سابقًا السلاح الأيديولوجي الأقوى في يد الغرب، تحولت إلى نموذج يهيمن عليه قلة من السياسيين ورجال الأعمال الذين يفتقدون إلى الأخلاق والالتزام تجاه المجتمعات التي يحكمونها. من وجهة نظر بوكانان، هذا هو السبب الرئيسي وراء الانهيار البطيء الذي يمر به الغرب اليوم.

زومبي غير قابل للإصلاح
بحسب بوكانان، تعيش المجتمعات الغربية حالة من اللامبالاة، حيث انفصل الأفراد عن المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية التي كانت تربطهم ببعضهم البعض. يشبه هذه المرحلة بمرحلة "الزومبي"، مما يعكس حالة من الانفصال بين الفرد والمجتمع، وبين المجتمع وقيمه الأساسية. ويؤكد أن أي محاولة لإحياء القيم السابقة لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، بمعنى أن التحديات التي يواجهها الغرب اليوم ليست قابلة للإصلاح السريع أو السطحي.

وفي هذا السياق، يشير إلى الحركات القومية المتطرفة التي تصاعدت في أوروبا والولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. هذه الحركات، التي تدعو إلى العودة إلى "الأصول" وإغلاق الحدود أمام المهاجرين، هي بالنسبة له دليل آخر على انحسار النفوذ الغربي. فما هي إلا رد فعل على الخوف المتزايد من فقدان الهوية والسيطرة على المستقبل. ويرى أن محاولاتهم ساذجة وغير واقعية، لأنها تعتمد على تصور مشوه للتاريخ الأوروبي.

المفارقة هنا، كما يوضح بوكانان، هي أن الغرب الذي يدّعي تمثيل التنوع والحرية والانفتاح، بات أكثر انعزالية وانغلاقًا من أي وقت مضى. فالحركات القومية التي تدعو إلى طرد "الآخرين" وحماية "النقاء الأوروبي" لا تدرك أن أوروبا نفسها بُنيت على التنوع الثقافي والاقتصادي، وأن محاولة عزلها عن العالم لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور.

العولمة: أداة تهديد
يرى بوكانان أن أوروبا وأمريكا تفقدان موقعيهما في النظام العالمي الجديد الذي تقوده قوى مثل الصين وروسيا. فإن استمر هذا الانحدار، سيجد الغرب نفسه عاجزًا عن مواكبة التحديات الاقتصادية والتكنولوجية الجديدة.

ويعتبر أن العولمة هي أداة تدمير للهويات الوطنية والثقافات المحلية. ويضيف أنها جلبت معها نوعًا جديدًا من الاستبداد، حيث أصبحت الشركات متعددة الجنسيات والمصالح المالية الكبرى تتحكم في مصائر الدول. هذه "الأوليغارشية العالمية"، كما يسميها، هي التي تقود العالم اليوم، وليس الحكومات المنتخبة. وفي هذا السياق، يرى أن الغرب قد خسر المعركة ضد العولمة، حيث لم يعد لديه القدرة على التحكم في مصيره.

ويعتقد أن العولمة تهدد الديمقراطية، حيث تؤدي إلى إضعاف الدول الوطنية وتقوية المؤسسات الدولية، وتزيد من عدم المساواة بين الدول والأفراد. لذلك، يعارض بوكانان بشدة العولمة ويدعو إلى إحياء القومية والدفاع عن القيم المحلية. فالعولمة، التي كانت في الأصل وسيلة لتعزيز التجارة والتبادل الثقافي بين الدول، أصبحت مقابل ذلك تؤدي إلى انهيار العلاقات الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمعات الغربية نفسها.

خارج الديمقراطيات
لا تبدو الأمور وردية حتى بالنسبة للصين وروسيا، إذ ينبه بوكانان من أن صعود هذه القوى لا يعني بالضرورة أنها ستنجح في تجنب مصير الغرب. فهو يعتقد أن النموذج الاستبدادي الذي تتبعه هذه الدول قد يؤدي في النهاية إلى انهيارها هي الأخرى. فعلى الرغم من التقدم الاقتصادي والتكنولوجي الذي حققته الصين، يرى أن اعتمادها على القمع والسيطرة المطلقة عوامل قد تؤدي إلى تفككها في المستقبل.

لا يقف بوكانان عند حد السخرية من الغرب وسقوطه المحتمل، بل يرى في هذه المرحلة تحولًا عالميًا يعيد تشكيل أسس النظام الدولي. فبينما ينظر الغرب إلى التغيرات من منظور الحفاظ على الهيمنة، تبدو الصين ومعها دول أخرى كروسيا تلعب لعبة طويلة الأمد، ترتكز على استغلال الأخطاء التي ارتكبها الغرب على مر العقود.

النموذج الغربي، الذي اعتمد على الاستعمار والهيمنة العسكرية والتفوق التكنولوجي، بدأ يفقد بريقه. فالعالم اليوم لم يعد يتقبل فكرة التفوق الغربي كأمر بديهي، بل بات يشكك في الأسس التي بُني عليها هذا التفوق.

فالشعوب التي كانت تُعتبر سابقًا في "الهامش"، في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بدأت تتحدث بجرأة عن ضرورة إعادة توزيع القوة والثروة عالميًا. وهذه ليست مجرد شعارات، بل تتجسد في تحالفات سياسية واقتصادية جديدة، كمنظمة "بريكس" التي تضم دولًا مثل الصين وروسيا والهند.

هذه التكتلات الجديدة ليست فقط رد فعل على الغرب، بل هي نتيجة لواقع اقتصادي وسياسي متغير. بالإضافة إلى أن دولًا كالصين لم تعد ترغب في أن تكون مجرد مزود للغرب بالسلع الرخيصة، بل تسعى لأن تكون قائدة اقتصادية وتكنولوجية بحد ذاتها.

من هنا، يتزايد القلق في واشنطن وبروكسل من أن التحالفات الجديدة قد تسحب البساط من تحت أقدام الغرب، الذي بات يعيش في حالة من التراجع المستمر.

والمثير للاهتمام أن بوكانان لا يرى فقط في التكنولوجيا العامل المحوري في هذا التحول، بل يشير إلى أن القوة العسكرية نفسها لم تعد كما كانت. لقد أظهرت الحروب الحديثة، مثل الحرب في أوكرانيا، أن التفوق العسكري لم يعد حكرًا على الولايات المتحدة أو الناتو. وبيّنت أن روسيا، رغم كل ما يقال عنها، قادرة على الصمود أمام الضغوط الغربية، بل وربما تحقيق بعض الانتصارات الاستراتيجية.

وبالعودة إلى تحليلات بوكانان، فإنه يرى أن الهيمنة الأمريكية ليست فقط في خطر، بل هناك احتمال كبير أن نشهد انهيارًا سريعًا للنظام العالمي الذي بناه الغرب على مدى العقود الماضية. هذه الهيمنة، التي استمرت لعقود، ارتكزت على مفاهيم مثل "النظام الدولي الليبرالي" و"العولمة"، لكن بوكانان يعتقد أن هذه المفاهيم لم تعد تنطبق على العالم المعاصر.

والنظام الليبرالي الذي طالما روجت له الولايات المتحدة لم يعد قادرًا على تلبية احتياجات العالم الحديث. فالعولمة، التي كانت تهدف في الأصل إلى توحيد العالم تحت مظلة اقتصادية وسياسية واحدة، أثبتت أنها غير قادرة على معالجة التفاوتات الكبيرة بين الدول. في الحقيقة، أصبحت العولمة مصدرًا للعديد من المشاكل التي تواجهها الدول النامية اليوم، حيث ساهمت في تعميق الفجوة بين الشمال والجنوب، وزيادة الاحتكار الاقتصادي والتكنولوجي بيد الدول الكبرى.

ويرى بوكانان أن الغرب، خاصة الولايات المتحدة، يعيش في حالة من الإنكار. بدلًا من مواجهة الواقع المتغير، يصر القادة الغربيون على الحفاظ على نظامهم القديم وكأن شيئًا لم يتغير. هذه العقلية، كما يصفها، تشبه عقلية الإمبراطوريات السابقة التي سقطت لأنها لم تستطع التكيف مع التغيرات الجذرية التي كانت تحدث حولها.

وفي حين يبدو أن الغرب يرفض الاعتراف بتراجع نفوذه، يشير بوكانان إلى أن هذه المقاومة ليست إلا بداية النهاية. فالولايات المتحدة، التي لطالما صورت نفسها حاملة لواء الديمقراطية والحرية، تجد نفسها اليوم مضطرة إلى اتخاذ قرارات تتعارض مع تلك القيم التي طالما روجت لها. على سبيل المثال، تصاعد الدعم للحكومات الاستبدادية والانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان في بعض مناطق العالم يوضح أن الغرب لم يعد قادرًا على الحفاظ على دوره كمدافع عن الديمقراطية.

نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب
إذا نظرنا إلى الأمور من منظور أوسع، نجد دلائل واضحة على أن العالم يسير نحو نظام متعدد الأقطاب. الصين وروسيا، إلى جانب دول أخرى كالهند والبرازيل، بدأت تشكل تحالفات جديدة تعيد رسم خريطة القوى العالمية. وهذه التحالفات ليست فقط اقتصادية أو عسكرية، بل تتعدى ذلك لتشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار وحتى الثقافة.

بوكانان يسلط الضوء على نقطة مهمة هنا، وهي أن الولايات المتحدة وأوروبا، رغم كل التقدم الذي حققتهما على مدى القرون الماضية، قد تكونان في طريقهما لفقدان الريادة في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والفضاء. هذه المجالات، التي كانت تمثل رمز التفوق الغربي، باتت اليوم تشهد تحديًا كبيرًا من قبل الصين، التي أظهرت قدرتها على المنافسة بل والتفوق في بعض الأحيان.

ولكن في خضم هذه التحولات العالمية، يظل هناك سؤال محوري: كيف سيتعامل الغرب مع هذا الواقع الجديد؟ هل سيحاول إعادة بناء نفسه، أم أنه سيستمر في الإنكار والتمسك بأوهامه القديمة؟ بوكانان يرى أن الإجابة على هذا السؤال ستكون حاسمة لمستقبل العالم.

بالنسبة له، لن يكون الغرب قادرًا على استعادة هيمنته السابقة إلا إذا اعترف بحقيقة أن العالم قد تغير. وهذا يتطلب منه ليس فقط إعادة تقييم دوره في النظام الدولي، بل أيضًا التخلي عن بعض مفاهيمه القديمة. على سبيل المثال، فكرة أن الديمقراطية الليبرالية هي النموذج الوحيد الذي يمكن أن ينجح في كل مكان يجب أن تُعاد النظر فيها. هناك نماذج أخرى للحكم قد تكون أكثر ملاءمة لبعض الدول والثقافات، والغرب يجب أن يتعلم كيف يتعامل مع هذا التنوع بدلًا من فرض نموذج واحد.

ومن بين أهم النقاط التي يركز عليها بوكانان هي أن الغرب بحاجة إلى بناء تحالفات جديدة تستند إلى مصالح حقيقية وليس إلى أيديولوجيات. هذا يعني أن الولايات المتحدة وأوروبا بحاجة إلى التوقف عن النظر إلى الصين وروسيا كأعداء، والبدء في التفكير في كيفية التعاون معهما في مجالات مثل الاقتصاد والتكنولوجيا. إذا فشل الغرب في تحقيق ذلك، فقد يجد نفسه في موقف صعب للغاية في السنوات القادمة.

إذا استمر الغرب في إنكار الواقع المتغير، فإن النتيجة لن تكون فقط خسارة النفوذ العالمي، بل ربما انهيارًا داخليًا أعمق. يشير بوكانان إلى أن الأزمة ليست محصورة في الخارج فقط، بل أن المجتمعات الغربية نفسها تشهد تراجعًا واضحًا في قيمها وثقافتها. هناك تفكك داخلي ينخر في صميم المجتمع الغربي، مما يجعل انهياره ليس مجرد سيناريو على الساحة الدولية بل على الساحة الداخلية أيضًا.

ولعل أبرز مثال على هذا الانهيار الداخلي هو تآكل الثقة في المؤسسات. كانت المؤسسات الديمقراطية الغربية لقرون طويلة نموذجًا يُحتذى به حول العالم، لكن الآن نرى في الولايات المتحدة وأوروبا شعورًا متزايدًا بعدم الثقة في الحكومات والنخب السياسية وحتى الإعلام. تتجلى هذه الأزمة في الحركات الشعبوية المتصاعدة والاحتجاجات الشعبية ورفض سياسات الحكومات. من بريكست في بريطانيا، إلى حركات السترات الصفراء في فرنسا، إلى الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة، يبدو أن النسيج الاجتماعي الذي كان يوحد الغرب بدأ في التمزق.

بوكانان يرى أن هذه الحركات ليست مجرد ردود فعل عابرة، بل هي علامات واضحة على تراجع سلطة المؤسسات التقليدية. الغرب، الذي كان يعتمد على نظامه الديمقراطي الليبرالي لتوحيد مجتمعاته، أصبح اليوم يعيش حالة من التفكك والانقسام، حيث يشعر الناس بأنهم لم يعودوا ممثلين في السياسات العامة. هذا الانفصال بين النخب الحاكمة والجماهير هو ما يجعل المجتمعات الغربية في حالة من الفوضى المستمرة.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في هذه الأزمة، نجد أن بوكانان يشير إلى أن التكنولوجيا نفسها أصبحت سلاحًا ذو حدين. فبينما ساهمت الابتكارات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تعزيز الهيمنة الغربية في الماضي، تُستخدم هذه التكنولوجيا اليوم بطرق تزيد من تعميق الانقسامات الاجتماعية. على سبيل المثال، نرى كيف أن وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت في الأصل أداة للتواصل بين الناس، أصبحت مصدرًا لنشر الكراهية والانقسام، مما يزيد من حدة التوترات داخل المجتمعات الغربية.

في ظل هذه التحديات الداخلية والخارجية، يتساءل بوكانان: هل سيتعلم الغرب الدرس قبل فوات الأوان؟ إذا استمر في إنكار التغيرات العالمية والتمسك بأوهامه القديمة، فقد يجد نفسه على هامش التاريخ. ولكن إذا اعترف بالواقع المتغير وعمل على إعادة تعريف دوره في العالم، فقد يكون قادرًا على التكيف والبقاء.

الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير الغرب. وإذا كان التاريخ يعلمنا شيئًا، فهو أن الإمبراطوريات التي تفشل في التكيف مع التغيرات العالمية مصيرها الزوال. يبقى السؤال الأكبر: هل سيستطيع الغرب إعادة اكتشاف نفسه والتكيف مع عالم متعدد الأقطاب، أم سيظل عالقًا في الماضي حتى يفوته قطار المستقبل؟