أخبار

الوكالة الفرنسية: السعودية تدرس التطبيع مع "إسرائيل" مع وصول ترمب للرئاسة

تاريخ النشر:2025-01-22

قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القائد الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، يجب عليه مع وقف إطلاق النار في غزة وعودة دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، أن يقرر ما إذا كان سيعترف بإسرائيل –الكيان المحتل- قبل إنشاء دولة فلسطينية.
وأشارت إلى أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية-السعودية سيكون بالنسبة لترامب، "صفقة كل الصفقات"، لكن الرياض تصر على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية قبل أن يتم الاتفاق على مثل هذه الخطوة التاريخية.
وأوضحت الوكالة، أن إعلان وقف إطلاق النار في غزة بين "إسرائيل" وحماس يزيد من الضغط على الرياض للتحرك نحو اتفاق، مشيرة إلى أن السعودية رحبت بالهدنة المرتقبة في غزة، لكنها تصر على "الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي" من الأراضي الفلسطينية المدمرة.
ولفتت إلى أن الرياض أوقفت محادثات أولية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" في وقت مبكر من النزاع في غزة وشددت خطابها مع استمرار الحرب.
ونقلت الوكالة، عن الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن فراس مقصد، قوله إن بالنسبة للسعوديين، "يظل وجود مسار موثوق ومحدد زمنياً وغير قابل للتراجع نحو إنشاء دولة فلسطينية الحد الأدنى المطلوب للتطبيع مع (إسرائيل)".

وأشارت إلى أن التزام ترامب تجاه إسرائيل كان واضحاً خلال ولايته الأولى عندما نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، لكن إدارته توسطت أيضاً في اتفاقيات إبراهيم عام 2020، التي شهدت إقامة "إسرائيل" علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين.

وأكدت الوكالة أن هذه الاتفاقيات زادت الآمال في التوصل إلى اتفاق مماثل مع السعودية، التي تعد أكبر اقتصاد في العالم العربي وحارسة لأقدس موقعين في الإسلام. 
وقال مقصد: "يركز الرئيس ترامب بشكل كبير على إتمام صفقة القرن، كما يحب أن يسميها، وهي تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، والعالم العربي الأوسع"، وقد عمل ترامب على بناء علاقات وثيقة مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي.
وذكرت الوكالة بأن ترامب كان من بين القلة الذين دافعوا عن ولي العهد السعودي بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018 والذي أثار غضباً دولياً.
ونقلت عن الباحث السعودي عزيز الغشيان، توقعاته بأن يقوم ترمب ولوبي التطبيع المؤيد للولايات المتحدة بتركيز جهودهم ليس على الحديث مع السعودية فحسب، ولكن بشكل خاص مع محمد بن سلمان بعد أن يؤدي ترامب اليمين.
وأشارت الوكالة إلى قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام البرلمان في أكتوبر، إنه يريد السلام مع الدول العربية، بعد عام من الحرب في غزة ولبنان التي أشعلت الغضب في جميع أنحاء المنطقة، لكن حكومته ما زالت تعارض حل الدولتين المدعوم دولياً المتمثل في وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب.
ولفت إلى أن السعودية لا تعترف بإسرائيل، لكنها تفاوضت منذ عام 2020 على تقارب في مقابل اتفاق دفاعي أميركي ومساعدة واشنطن في برنامج نووي مدني. 
ويعتقد مقصد أن مثل هذا الاتفاق الدفاعي قد يكون إشكالياً لإدارة ترامب التي ستحتاج إلى دعم الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ لتمريره، فيما قال الغشيان: "السعوديون أوضحوا أنهم بحاجة إلى هذا التحالف وهذه المعاهدة من الولايات المتحدة".

ورأت الوكالة، أن العقبة الكبرى أمام الرياض ستكون تجاوز أزمة غزة.

ونقلت عن الزميلة غير المقيمة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن آنا جاكوبز، قولها إن الشعب السعودي مؤيد بشدة للفلسطينيين، وأن وقف إطلاق النار "لا يمحو ما يقرب من عام ونصف من الحرب، والمجازر، وقتل ما يقرب من 50 ألف فلسطيني"، مشيرة إلى "التراجع القياسي في الرأي العام تجاه إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة، في دول مثل السعودية".
واستحضرت الوكالة تأكيد ولي العهد السعودي بشكل واضح في سبتمبر، أن السعودية لن تعترف بإسرائيل دون دولة فلسطينية مستقلة، وتم إعادة التأكيد على هذا الموقف في نوفمبر خلال قمة مشتركة بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي حيث اتُهمت إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
وقالت جاكوبز: "ستضطر السعودية إلى التحرك بحذر شديد وستحتاج إلى التحرك ببطء شديد، خاصة بعد اتخاذ هذا الموقف العلني الواضح بشأن هذه القضية، فالأمر لا يتعلق فقط بانتهاء الحرب في غزة، بل بما سيحدث بعد ذلك وما إذا كان هذا سيؤدي إلى عملية سياسية وخريطة طريق لحل الدولتين بطريقة ما".
وقال مقصد: أن يكون شكل من أشكال التطبيع المحدود لا يزال ممكناً، وإذا حدث، فمن المرجح أن يقتصر الآن على الاعتراف الدبلوماسي وسلام بارد بدلاً من السماح بالتبادل التجاري والثقافي والشعبي كما فعلت اتفاقيات إبراهيم.
وأشارت الوكالة، إلى أن الأردن أصبحت في عام 1994 ثاني دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل، بعد مصر في عام 1979، ما أثار غضباً عربياً واسعا، مؤكدة أن على الرغم من تلك المعاهدات السلمية الطويلة الأمد، لا يزال العديد من المصريين والأردنيين يرون إسرائيل كعدو.