نشر أحد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي والذي يعرف عن نفسه بعزيز العلا على حسابه في انستغرام (مدعيا بأن اسمه عبدالعزيز بن صالح البلوي في مناسبات أخرى) في يوم الاثنين الماضي الموافق ٢٣ يناير، فيديو قصير له مع على الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو والذي قام بتقديم عزيز لشخصيتين بجواره قام بتعريفهم بأنهم أصدقائه جوناثان و جورج.
لم يشير إنزيريلو في الفيديو عن أسماء أصدقائه الكاملة أو سبب تواجدهم في العاصمة الرياض. بعد البحث والتحري اتضح لنا أن جوناثان هذا هو جوناثان غرينبلات الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير (ADL) وهي أشهر منظمة صهيونية أمريكية مؤيدة لإسرائيل، وبجواره جورج سليم هو نائب الرئيس الأول للشؤون الوطنية في ذات المنظمة.
تأسست رابطة مكافحة التشهير ADL في نيويورك عام ١٩١٣ "كرد على تصاعد معاداة السامية و التعصب" ولكنها في ذات الوقت باتت تعرف كأقوى لوبي صهيوني مدافع عن اسرائيل ومهاجم شرس للنشطاء الفلسطينيين، والعرب، والأمريكان الذين ينتقدون ويفضحون نظام الفصل العنصري الإسرائيلي وسياسات اسرائيل الاستعمارية. في عام ١٩٩٣ أدان المدعي العام الأمريكي في سان فرانسيسكو منظمة ADL بتهمة التجسس واختراق ٧٠٠ منظمة حقوقية و أكثر من عشرة آلاف من الناشطين خاصة من العرب، و تسريب معلومات سرية لسلطات الاحتلال.
في السنوات الأخيرة شنت المنظمة، ولا تزال، حملة هجوم شرسة على عضوة الكونغرس الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب بسبب ربطها التمييز ضد الأقليات الأمريكية بسياسات الفصل العنصري الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أن منظمة رابطة مكافحة التشهير نشرت في العام الماضي تقريرا مطولا عن مناهج التعليم في العالم العربي رصدت فيه "نجاحات في تغيير المناهج التعليمية في عدد من الدول العربية عبر حذف انتقادات لليهود وإسرائيل من الكتب المدرسية، مطالبة بمواصلة الضغوط لحين إدراج الدولة العبرية على الخرائط العربية، وتعليم الطلاب -بشكل مناسب- عملية السلام بين العرب وإسرائيل وتعريفهم بمذابح الهولوكوست."
لم يتم الاعلان رسميا عن زيارة مسؤولين منظمة رابطة مكافحة التشهير ADL للرياض، ولا حتى في حساب غرينبلات الرسمي على تويتر، أو حتى على حساب منظمته. بعد أن تداول النشطاء السعوديين خبر زيارتهم للمملكة تم حذف المقاطع من صفحات عزيز العلا على وسائل التواصل الاجتماع. لا تتوفر لدينا أسباب زيارة مسؤولين الرابطة للرياض، لكن ما نعرفه على وجه أكيد أنه بعد ثلاثة أيام من زيارتهم أعلنت الحكومة السعودية بأن أي معلّم يخالف توجيهات رئاسة أمن الدولة في القضايا "الأمنية أو الفكرية المتطرفة" سيتم إبعاده من وظيفته من دون عرض قضيته على لجنة ودون أي إمكانية للطعن في القرار.