أخبار

السعودية مضرب للأمثال في انتهاك حقوق الإنسان

تاريخ النشر:2023-09-04

 

إن المتابع لما يجري في المملكة السعودية على كافة الأصعدة سيجد في إعلامها التركيز على المجال الرياضي، والترفيه اللذان يستنزفان مقدرات الوطن بما لا يُشكل أولوية بالنسبة للمواطن، حتى وإن كانت السياحة مصدراً هاماً لأي دولة لا تتم بهذا النهج الذي تتبعه المملكة، ومن الضروري جداً أن تكون وفق مبادئ وثقافة الشعب التي يعتز بها حتى تحظى باحترام الآخر!

وعندما ينتهي المواطن الشاب من نشوة اللهو والإغراءات سيصطدم بواقعه المرير من مسؤولية دفع ضرائب لا معنى لها، وراتب بالكاد يكفيه حتى منتصف الشهر، وديون لا يعلم كيف الخلاص منها!

الرياضة لغة العالم، ولكنها أصبحت كمخدرٍ للشعوب، استحوذت على العقول إذ باتت كأنها هي أساس الحياة، فالدولة التي تريد أن تحظى بمكانه متقدمة بين الأمم وتصبح محط أنظار العالم عليها أن تهتم بكرامة وحريات مواطنيها أولاً، لا أن تُقيدهم بأغلال الإرهاب. ثم يروج إعلاميها بأن المملكة السعودية أصبحت محط أنظار العالم رياضياً وفي مختلف المجالات!! وبأنها أوروبا الشرق الأوسط! لا يمكنها أن تكون كذلك طالما أنها لا يعنيها حقوق الإنسان، وتعتقله دون جرم، و ما على الآخرين من أقلية تهمها مصالحها الضيقة تدير البلاد وتُبذر أموال الشعب، بشراء العقود. والمستفيد الأول والأخير هو اللاعب، والمواطن الفقير والمحتاج ينظر إليه ويتحسر على حاله بل ويتمنى أن يكون مكانه! لتُغدق عليه الأموال.

والويل والهلاك لمن فكر أن يقدم رأياً آخر، أجواء المملكة الطاردة للحياة لا تجذب سوى أهل الصفقات لتقاسم المقدرات، فإذا كانت المملكة محط أنظار العالم رياضياً فهي أيضاً محط أنظار العالم ومضرب للأمثال في انتهاك حقوق الإنسان والحكم القائم على الظلم في كل مكان حتى وإن كان على سبيل المزاح كما فعل رئيس جمهورية التشيك، ميلوش زيمان، الصحفيين في بلاده، قائلا إنه سيدعوهم إلى السفارة السعودية، في إشارة منه إلى اغتيال جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

الإصلاح والتغيير يبدأ من الأساس والالتفات للأولويات لا العكس.