تقارير

نُخب سعودية تناصر القضية الفلسطينية

تاريخ النشر:2023-10-24

كثيراً ما يتم الحديث عن دور المثقف في الأزمات السياسية المحلية أو الإقليمية أو العالمية أيضاً، حد تأليف الكتب، لا سيما عندما تتعلق الأوضاع بالاستبداد والقمع وأنظمة الحكم، وفلسطين المحتلة وصراعها مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ يقع على عاتق المثقف مسؤولية كبيرة لما له من تأثير بالمجتمع.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023  الذي انطلقت فيه عملية طوفان الأقصى، أُعيدت أنظار العالم إلى فلسطين إذ نهضت الضمائر الحية بعدما أبصرت جرائم المحتل ومحاولة تضليله الإعلامي، وتعالت الأصوات من كل حدب وصوب بين الأغلبية المدافعة عن المدنيين الفلسطينيين الذين راحوا ضحية القصف الإسرائيلي وكان أغلبهم من الأطفال والنساء، والمطالبة بوقف الحرب على غزة، والسماح بدخول المساعدات، وبين قلة لا تريد أن تبصر الحقيقة والحق وأبت إلا أن تقف مع الظالم.

في خضم هذه الأحداث الدامية رصدنا في تقريرنا مواقف بعض النخب المثقفة السعودية التي ناصرت القضية الفلسطينية ووقفت إلى جانبها، وهذا ليس مستغرباً فهو أقل ما يجب فعله، لطالما كان وما يزال الشعب السعودي بكل أطيافه مع القضية الفلسطينية قلباً وقالباً.

عندما قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في غزة مما أسفر عن مقتل 500 من المدنيين، غرد الباحث المستقل والمهتم بالنهضة والفكر الإسلامي- مهنا الحبيل- في وسمي #غزة و #مجزرة_مستشفى_المعمداني عن ترويج الاحتلال الإسرائيلي لكذبة أن الصاروخ الذي سقط على المستشفى هو من غزة! وليس من قِبل "إسرائيل" إذ قال فيها " الصهاينة يروجون لكذبتهم الكبرى بأنه صاروخ من غزة رغم انهم هددوا عن سبق وإصرار بقصف المشافي .. لأن جحيم المشاعر فوق قدرة اي نفس بشرية ولذلك يخشى الإرهاب الصهيوني أن موجتها تسقط كل الحسابات في أمنه وجدار النظم الرسمية العربية لحمايته رغم كل الدعم الغربي لإرهابه النازي فهو يخشى من الدخول في مرحلة فراغ لن يصمد فيها أمنه فيعطي جولة أكاذيب حتى يأخذ حلفاؤه دورة ردع لانفجار الشعور أمام هولوكوست"

وعلقت الصحفية ميساء العمودي أيضاً على قصف المستشفى و كتبت عدة تغريدات على منصة x  "التحليل الأولي من قبل فريق ForensicArchi التابع لجامعة لندن والمحقق المخضرم في جرائم الحرب Chris SG Cobb-Smithيقترح بشكل ليس نهائي بعد، أن الهجمة على #مستشفى_المعمداني في غزة، تتسق مع علامات التأثير بقذيفة أطلقها الإسرائيليون. " وأضافت " وبالطريقة ثلاثية الأبعاد، يوضح المقطع تجاه الضربة الأقرب احتمالاً من الجهة الشمال شرقية سيظهر كذبهم ولو بعد حين"
وبعد ما أعلن البيت الأبيض دعمه وتأييده للاحتلال الإسرائيلي قالت" في الوقت اللي أعلن فيه البيت الأبيض دعمه لإسرائيل، انطلقت مظاهرات داعمة لفلسطين في ساحته.. هذه المظاهرات مهمة لتوعية المجتمعات بالواقع هناك، فلا السياسة ولا وسائل الاعلام فيها أمل." وفي تغريدة أخرى لها كتبت ” أعراق وألوان مختلفة تقف تضامناً مع فلسطين، ليسوا بمستوطنين ولا يطمحون لجنسية او أرض او بيت، بل تدفعهم إنسانيتهم وكلمة الحق.“

ومع استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين وأغلبهم من الأطفال والنساء كتبت الأكاديمية والكاتبة والشاعرة د. فوزية ابوخالد على حسابها في منصة إكس " أطفال مفعمون بالبراءة على ما بهم من وجع ورعب  لجؤوا لباحة مستشفى المعمداني كجدار أخير بعد الحرق الصهيوني لأرض غرة ومدنييه، و لم يدر بخيالهم إن طفولتهم لن تكون في مأمن من عدو متوحش مدعوم عالمياً ليكون ومقويّ شوكته "دروكولات" خريفهم لهذا القرن، وإن طال.

وأضافت في تغريدة سابقة تصف العالم " ليس في المآقي دمع ولا في العروق دم ولا في الوجدان ضمير ليس في غفلة من العالم بل على رؤوس الأشهاد في صمت مخجل أو كذب بواح غزة تباد لآخر حجر لآخر شجرة لآخر طفل لآخر لآخر إنسان لآخر روح إلى حين ليس لها من دون الله كاشفه والله غالب على أمره" و غردت في وسم #انسحبوا_ فورا "#انسحبوا_فورا لا كلمات في اللغات لا صوت في الحناجر لا دموع في العيون لاعيون في المحاجر لا ضمائر في الصدور لا رشد في العقول لا رفيف في الأرواح لا رحمة على الطفولة لا قانون في الغاب لا حياء في أموات القلوب ليس حتى من رب للإبل ولكن لابد للبيت رب يحميه مرة أُخرى" و وصفت الحرب على غزة بأنها حرب إبادة جماعية " نعم ما يجري على أرض غزة وقتل إسرائيل لأهل غزة المدنيين عن بكرة أبيهم لمحوهم عن وجه الأرض هو حرب إبادة جماعية ولكن فقط الأحياء يملكون تسمية الأشياء بأسمائها، ووضع النقاط على الجروح أما الأموات أموات الضمير والقلب فلا يعقلون"

وفي وسط خذلان النظام الدولي لقصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة علق الباحث والكاتب نواف القديمي على أن الجهود الغربية في تعزيز قيم حقوق الإنسان المساواة أنهاها بيديه عندما وقف مع المحتل الذي يقصف المدنيين " عقود من الجهود والحوارات والندوات والانتاج الفكري لتعزيز المشترك الإنساني، وبناء التقارب بين الأمم، وتعميق قيم حقوق الإنسان والمساواة. كل ذلك أنهاه الغرب في لحظة، وبسرعة طلقة مسدس، فأظهر كل كوامن التوحش والعنصرية والشعور بالتفوق والاستحقاق، وأعادنا إلى المربع الأول المُتجذِّر والصلب "نحن وهم".

وعند الانتقال إلى (المستشار والباحث بمركز البحوث والتواصل المعرفي) الكاتب والمهتم 
بالشأن السياسي والفكري د. علي الخشيبان نجد له مقالة نشرتها له صحيفة الرياض بعنوان " أزمة غزة اليوم صعبة الاحتواء ..لأن غزة أكثر قسوة وعنفاً" 
الذي تحدث فيه عن حق الفلسطينيين في أرضهم وأن " إسرائيل " احتلتها وأن تاريخ القضية واضح.

" الصراع بين المحتل وشعب فلسطين مستمر منذ عقود، فالطرفان- كما هو واضح- يقودان الأزمة إلى منطقة مجهولة من حيث النتائج السياسية ففي قضايا الاحتلال هناك مفهوم يتجاوز فكرة صاحب الحق والمعتدي، إسرائيل تعلم أنها تحتل أرضاً ليست من حقها، والعرب والفلسطينيون يعلمون أن إسرائيل تعتدي على أرض عربية، هذا المعادلة ليست بحاجة إلى تعريف من هو المعتدي و من هو المعتدي عليه، تاريخ القضية واضح إلى درجة أن أقل البشر فهماً يمكنه استنتاج الحقيقة" وأشار إلى الكيفية التي تطورت القضية بها القضية الفلسطينية وجعلت من فصولها التاريخية مثار أسئلة جوهرية حول اتجاهات القضية و أن مسار الأزمة الإنسانية التي تتزايد مع تقطيع إسرائيل لغزة التي يتضاعف فيها القتل والنازحون مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية وإغلاق كل المعابر التي يمكنها تقديم العون وإدخال الإمدادات الأساسية بما فيها الوقود والغذاء والمياه، سكان غزة يتم دفعهم إلى حافة الهاوية و إلى أقصى درجات الاحتياج الإنساني من خلال قطع متعمد لكل الآمال المؤدية إلى معالجة ازمتهم الإنسانية، إسرائيل اليوم تحاول تمرير فكرة انها انتقلت من فكرة الأرض التي حصلت على الكثير منها إلى فكرة الإنسان الرافض لهذا الاحتلال لتجعله في حالة صعبة ومعقدة" و واصل مقاله بأن "إسرائيل" استطاعت أن تنقل معكرتها إلى الأرض الإعلام، حيث أصبحت بين عشية وضحاها معتدى عليها وصوت للعالم، ومع دعم أمريكا غير المسبوق لها يصبح من السهل القول أن إسرائيل تريد التخلص من سكان الأرض الأصليين، وأضاف أن لغزة حق بشري لشعب كان و مازال يعيش على أرضه وأن إسرائيل تعيش مرحلة التوسع وليس مرحلة البحث عن استقرار.