تقارير

خطوة بالاتجاه الصحيح.. أعضاء حزب التجمع يشيدون بقرار العدل الدولية ضد الاحتلال

تاريخ النشر:2024-01-27

أشاد أعضاء حزب التجمع الوطني بالحكم الصادر من محكمة العدل الدولية بإعلان اختصاصها في دعوى "الإبادة الجماعية"، التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي وأخذها بعين الاعتبار الأدلة المقدمة بوجود نية ارتكاب إبادة جماعية، معربين عن رفضهم الاستخفاف أو الانتقاص من قيمة القرارات الصادرة ضد الكيان.
المحكمة التابعة للأمم المتحدة والتي يقع مقرها في لاهاي بهولندا، أصدرت في 26 يناير/كانون الثاني 2024، مجموعة من القرارات تفرض على الاحتلال اتخاذ إجراءات لمنع ومعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية في حربه في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمن نص "وقف إطلاق النار".
وقالت رئيسة المحكمة، القاضية الأمريكية جوان دونوغو، في كلمتها خلال الجلسة إن "على إسرائيل أن تتخذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال، ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية"؛ وصوت غالبية أعضاء لجنة المحكمة المكونة من 17 قاضيا لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة، تغطي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا.
الأمين العام للحزب الدكتور عبدالله العودة، أثنى على قرار محكمة العدل الدولية، وعده في الطريق الصحيح طال انتظارها رغم أنها ليست بالقدر الكافي للمدافعين عن العدالة دولياُ ولكنها خطوة ممتازة سيبنى عليها في المستقبل، مشيدا بموقف الجزائر الداعم للقرارات والساعي لتنفيذها بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في أقرب الآجال.
وتوقع في حديثه مع صوت الناس، أن تستخدم الدول الأعضاء في مجلس الأمن ممن أعطوا غطاء للاحتلال الإسرائيلي كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة البريطانية حق الفيتو، قائلا إن ذلك إن حدث سيكون رصيدا إضافيا لتغطيتهم على الاحتلال ودعمه بالسلاح.
ورأى العودة، أن من المؤسف والمثير للخجل، أن الأمة العربية والإسلامية لم تقم بواجب مقاضاة الاحتلال بسبب تخاذل الأنظمة الحاكمة والتي تنكبت عن وعي الشعوب وحقهم تجاه القضية الفلسطينية، وتعاونت مع الكيان الصهيوني رغم كل المجازر والكوارث والإجرام الذي مارسه، وغازلته باستمرار بقضية التطبيع وعلى المسرح الدولي واستفادت من أحزاب الضغط لتحسين سمعتهم دوليا.
وأشادت المتحدثة الرسمية باسم الحزب الدكتورة مضاوي الرشيد، بقرار محكمة لاهاي، وأعادت نشره على حسابها على منصة إكس، مستخدمة صور رمزية تؤشر إلى سعادتها بالحكم، مرفقا بتحليل مؤسس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي تريتا فارسي، أكد فيه أن الحكم سيكون له تداعيات سياسية كبيرة.
فارسي، أكد أن الحكم ضربة مدمرة لمكانة إسرائيل العالمية، مشيرا إلى إن الحكم على "إسرائيل" بأنها متورطة بشكل معقول في الإبادة الجماعية هو أكثر تدميراً لشرعيتها من أي شيء كان من الممكن أن تحققه حركة المقاومة.
وأوضح أن تداعيات الحكم بالنسبة للولايات المتحدة مهمة لأن المحكمة ليس لديها القدرة على تنفيذ حكمها، وسينتقل الأمر إلى مجلس الأمن، حيث ستواجه إدارة بايدن مرة أخرى خيار حماية "إسرائيل" سياسيا من خلال استخدام حق النقض، وبالتالي زيادة عزلة أميركا، أو السماح لمجلس الأمن بالتصرف والدفع.
وأعادت المتحدثة باسم حزب التجمع نشر تغريدة المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية كينيث روث، قال فيها إن تحديد ما إذا كانت "إسرائيل" ترتكب جريمة إبادة جماعية ربما يستغرق الأمر أعواماً، ولكن قرار محكمة العدل الدولية القوي، والذي تم بأغلبية 15 صوتاً مقابل صوتين، من الممكن أن يحدث فارقاً هائلاً في تجنب موت ومعاناة المدنيين الفلسطينيين.
وأثنت على تحذير المحامي البريطاني الطيب علي، لرئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، ورئيس حزب العمال البريطاني كير سترامر، من تداعيات الحكم الصادر من محكمة العدل الدولية قبل فوات الأوان، لأنه إذا استمرت أي دولة في دعم "إسرائيل" في أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها، فإنها ستكون متواطئة فيها.
وقال عضو الحزب عمر عبدالعزيز، إن ما حصل في محكمة العدل الدولية "تاريخي ومهم" بعيدا عن سقف التوقعات المرتفع، ولا أظن أن المقاومة في غزة كانت تعول على محكمة العدل في تحقيق العدالة المنشودة. 
وأوضح أن أهمية الموضوع في مجرد القبول بالدعوى ضد كيان الاحتلال، وهذه سابقة تاريخية وستفتح الباب لقضايا أخرى، ومن ثم الضغط بشكل أكبر دوليا من أجل السماح بدخول المساعدات وملاحقة الجناة والمتورطين وهذا أيضا لا يفرح به نتنياهو وجماعته ولم يتعرض له الكيان منذ تأسيسه. 
ورد عبدالعزيز، على من يقول إن هذا قليل وغير كاف ولا يغير المعادلة، قائلا: "هذا قليل نعم وغير كاف صحيح لكنه جزء من تغيير المعادلة، والمقاومة وملاحقة الكيان قضائيا وإعلاميا وتجاريا يجب أن تستمر في كل زاوية ومؤسسة".
وأكد أن المقاوم الذي يرابط في النفق منذ 7 أكتوبر، لا ينتظر محكمة العدل الدولية ولا تعني له شيئا، وأغلب الظن أنه لا يدري عن القضية أصلا، داعيا للثقة في الله ثم في المقاومة، مبشرا بأن "ما لم تأت به محكمة العدل سيأتي به الله ثم الياسين ١٠٥ -في إشارة إلى سلاح المقاومة-.

 

وأعربت عضو الحزب ترف عبدالكريم، عن تفاؤلها بالحكم الصادر من محكمة العدل الدولية، قائلة: "يكفي أن تقر بأن ثمة إبادة جماعية في غزة"، وأكدت أن " إسرائيل " ليست سوى عدو، محتل، مجرم، قزم، أحرج داعميه بجرائمه، وحصلت أحداث كثيرة لم تكن بالحسبان.
وأضافت أن "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"، مقدمة الشكر لجنوب أفريقيا، ومعتذرة لأهل فلسطين عن التقصير، وحذرت من التقليل من شأن الحكم والاستهانة بقرارها.
وأعادت نشر تغريدة للصحفي الفلسطيني ماهر جاويش، قال فيها إن محكمة لاهاي كانت في قلب الحدث الفلسطيني وأعادت شيئاً من التوازن لمنظومة المجتمع الدولي من بوابة محكمة العدل الدولية وعبر عنوان "القضاء"، مؤكدا أنها محاولة تستحق جنوب أفريقيا عليها الثناء والتقدير وتُسجل لها كصفحة ناصعة في تاريخها وتُحسب لها أيضاً في سياق دعم نضال الشعوب وتحررها. 
ورأى أن ما تم إنجازه يستوجب المراكمة عليه وإن كان لا يرتقي إلى مستوى المأمول لجهة عدم الدعوة الصريحة لوقف فوري لإطلاق النار، مضيفا أن عدم رد الدعوى بناء على طلب إسرائيل خطوة مهمة يبنى عليها لاسيما أنها كسرت سطوتها وعربدتها على النظام العالمي وساهمت نوعاً ما في تعزيز عزلتها.

وثمّة حاجة لقراءة تخصصية معمقة لتفاصيل القرار ومنطوق الحكم بغية الاستفادة من كل فرصة تساند شعبنا وأهلنا في قطاع #غزة على أي صعيد يجنبهم المزيد من المعاناة ويرتقي لمستوى تضحياتهم الجسيمة وغير المسبوقة ..