أخبار

العودة يسخر من زعم بن سلمان تعريض حياته للخطر مقابل التطبيع

تاريخ النشر:2024-08-17

سخر الأمين العام لحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة، من زعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، أنه يعرض حياته للخطر من خلال السعي إلى صفقة كبرى مع الولايات المتحدة وإسرائيل تتضمن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، واستشهاده بالرئيس المصري الأسبق أنور السادات، الزعيم الذي اغتيل بعد التوصل إلى ما يسمى باتفاق سلام مع "إسرائيل".

وأرفق في تغريدة دونها على حسابه بمنصة x، في 14 أغسطس/آب 2024، مقال نشرته مجلة بوليتكو الأميركية كشفت فيه أن بن سلمان سأل مشرعين أميركيين عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات، ونافش التهديدات التي يواجهها في شرح سبب وجوب أن تتضمن أي صفقة من هذا القبيل مسارا حقيقيا إلى دولة فلسطينية ــ خاصة الآن بعد أن أدت الحرب في غزة إلى تفاقم الغضب العربي تجاه "إسرائيل".

حسب تقارير أمريكية: محمد بن سلمان يصرّح لمسؤولين أمريكيين بأنه خائف من اغتيال قد يتم ضدّه.. وأن السادات واجه الاغتيال بعد تطبيعه مع إسرائيل..
وطالب الأمريكان بتقديم الحماية والرعاية لشخصه وعرشه!
https://t.co/i4gM2giPpf— عبدالله العودة (@aalodah) August 14, 2024

وعرض العودة في تغريدة أخرى، مقطع فيديو للأكاديمي المختص في دراسات الشرق الأدني برنارد هيكل، أكد فيه أن بن سلمان قلق على سلامته ومحاولات اغتياله، ويطلب من الناس تذوق الطعام له قبل أن يأكله، ويقوم الناس بطهيه مرتين وثلاثة.

MbS is worried about his safety and assassination attempts and has people to taste the food for him before he eats it and people double-cook for him, says his advisor Bernard Haykal pic.twitter.com/KEeJ79A6AN— عبدالله العودة (@aalodah) August 14, 2024

وأوضحت كاتبة المقال بمجلة بوليتكو نهال تونسي، مراسلة الشؤون الخارجية في المجلة، أنها وصلتها تفاصيل حوارات ولي العهد عبر مسؤول أميركي سابق مطلع على المحادثات وشخصان آخران على علم بها، وقد مُنِح جميع الأشخاص، مثل غيرهم من الأشخاص الذين وردت أسماؤهم، ميزة عدم الكشف عن هويتهم لشرح موضوع حساس وعالي المخاطر.

ونقلت عن مصادرها قولهم إن ولي العهد، الذي يشار إليه غالبًا باسم MBS، يبدو عازمًا على إبرام الصفقة الضخمة مع الولايات المتحدة وإسرائيل على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها، ويرى أنها حاسمة لمستقبل بلاده، وقد ظهرت الخطوط العريضة للاتفاقية السرية إلى حد كبير والتي لا تزال قيد التطوير في تقارير مختلفة.

وأشارت تونسي، إلى أن الاتفاقات تتضمن التزامات أمريكية متعددة تجاه السعوديين، بما في ذلك الضمانات الأمنية من خلال معاهدة، والمساعدات في برنامج نووي مدني، والاستثمار الاقتصادي في مجالات مثل التكنولوجيا.

ولفتت إلى أنه وفقا لتقارير فإن السعودية ستحد من تعاملاتها مع الصين كأحد الأمور التي ستقدمها الرياض بموجب هذه الصفقة، كما ستنشئ علاقات دبلوماسية وغيرها مع إسرائيل - وهي نعمة كبيرة للإسرائيليين نظرًا لأهمية المملكة العربية السعودية بين الدول الإسلامية-، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية غير راغبة في تضمين مسار موثوق به لدولة فلسطينية في الاتفاقية.

وأوضحت تونسي، أن أحد المطلعين على المحادثات التي أجراها بن سلمان مع القادة الإقليميين والأمريكيين، أشار إلى قول ولي العهد السعودي: "إن السعوديين يهتمون بهذا الأمر بشدة، والشارع في جميع أنحاء الشرق الأوسط يهتم بهذا الأمر بشدة، ولن تكون ولايتي كحارس للأماكن المقدسة للإسلام آمنة إذا لم أعالج القضية الأكثر إلحاحًا وهي العدالة في منطقتنا".
 
وقالت: عندما سمعت لأول مرة عن تفاصيل ما يقوله الأمير السعودي، كنت مفتونة ومتشككة، لقد فكرت بالطبع في الصحفي الراحل جمال خاشقجي، الذي يُتهم محمد بن سلمان بإصدار الأمر بقتله، لكن بن سلمان هو الذي يخشى على حياته الان؟ هل هذا يعتبر مفارقة؟".

وأضافت تونسي: "لقد تذكرت أيضًا العديد من التقارير السابقة بشأن كيف لم يهتم محمد بن سلمان بالفلسطينيين، حيث رأى أن قضيتهم تبطئ التقدم العربي وزعماءهم غير أكفاء، وتساءلت لماذا التهديد الذي يواجهه الآن أكثر خطورة من التهديدات التي واجهها منذ فترة طويلة: لقد دفع بتغييرات اجتماعية دراماتيكية في المملكة، وتجاهل العديد من أقاربه ورجال الدين الإسلاميين المحافظين الذين لا شك أنهم غاضبون من ذلك".

وتابعت: "كلما فكرت في الأمر وتحدثت إلى أشخاص أذكى مني، كلما أصبحت أرى أن تأطير محمد بن سلمان للموقف هو استراتيجية تسويق دبلوماسية ذكية: فهو يقول إن حياته في خطر لدفع المسؤولين الأميركيين إلى زيادة الضغط على إسرائيل للخضوع لصفقة يحبها، وإن القول بأنك تخاطر بحياتك من أجل صفقة قد تكون تاريخية هو بالتأكيد طريقة مقنعة لجذب انتباه محاوريك، ومن الإنصاف أن نقول إن هذا صحيح أيضًا".

ونقلت كاتبة المقال، عن المفاوض المخضرم في الشرق الأوسط دينيس روس، الذي عمل مع العديد من الرؤساء الأميركيين قوله: "إنها طريقة أخرى للقول: هذا قرار بالغ الأهمية بالنسبة لي، ولهذا السبب أحتاج إلى شيء من أجله".

كما نقلت عن أحد كبار المسؤولين السعوديين، قوله إن بن سلمان يعتقد أنه بدون حل القضية الفلسطينية، فإن بلاده في نهاية المطاف لن تستفيد من الفوائد الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية المفترضة للصفقة الشاملة، وذلك لأن "لن يكون لدينا أمن واستقرار إقليمي دون معالجة القضية الفلسطينية".

وتعقيبا على مقال المجلة الأميركية، وصف عضو الحزب ناصر العربي، بن سلمان بأنه "حاكم فاقد للثقة والأمان ويطلب حماية اجنبية"، ساخرا بالقول: "السعودية العظمى في أجل صورها". 

السعودية العظمى في أجل صورها.

حاكم فاقد للثقة والأمان ويطلب حماية اجنبية خوش حاكم. https://t.co/1zkZIPPWox— ناصر العربي (@AlarabyNasser) August 14, 2024